في هذه الصفحة
من نحن
يتناغم هدف الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان لهدم جدار الفصل العنصري الذي شيده كيان الاحتلال الاسرائيلي على أرضنا مع رغبة الفلسطينيين في التحرر – رغبة الفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل وأولئك الذين يقيمون في الشتات، الصغار والكبار، وأولئك الذين ماتوا، والذين لم يولدوا بعد.
نحن جزء من النضال لحماية حقنا في الوجود ولكن ليس فقط مجرد الوجود، بل أن نكون موجودين لاستعادة تاريخنا وأرض أجدادنا، وضمان مستقبل عادل للشعب الفلسطيني. إن رؤيتنا مبنية على قوة إرادة الشعب الفلسطيني وصموده اللتان تغذيان مقاومتنا وكفاحنا المستمر وتتجذر فينا كأشجار زيتون فلسطين العتيقة المتجذرة في أرض فلسطين. لدينا ايمان راسخ بأن هذه المبادئ الأساسية المتعلقة بقضيتنا يجب ألا يتم المساومة عليها. لن نتنازل عن حقنا في أرضنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما تحل نكبة جديدة بشعبنا.
الجدار جزء لا يتجزأ من مشروع الحركة الصهيونية الاستعماري الاستيطاني لطردنا من أرض فلسطين.
نحن نؤمن إيمانا قويا بأنه يمكن هدم الجدار، وبذلك نهدم معه طموحات الحركة الصهيونية القائمة على العنصرية والتوسع الاستيطاني. نحن نعلم أننا لن نحقق النصر من خلال نضالنا غدا، ولسنا على عجلة من أمرنا. الطريق أمامنا طويل، لذا يجب علينا بناء أساس قوي للمقاومة من خلال البقاء ثابتين على مبادئنا. جيلا بعد جيل، علينا أن نرشد شباب وشابات الوطن حتى يتمكنوا من الاستمرار في قيادة نضالنا حتى يأتي يوم التحرير ونصبح أحرارا وقادرين على العودة إلى بيوتنا ووطننا. إن نضال الفلسطينيين من أجل التحرر هو في جوهره، غريزة إنسانية أساسية يحركها الرغبة في تقرير المصير والعيش بكرامة. إنها معركة ضد التهجير والقهر والاضطهاد الذي نعيشه تحت الاحتلال. نطالب العالم أن يعترف بهذا ويدعم طريقنا نحو التحرير دون فرض أي شروط في سبيل تحقيق هذا الهدف.
نتقاسم هذه الرغبة في الحرية والعدالة والتحرر مع الكثير من الشعوب حول العالم ولذلك فان وحدة نضالاتنا المختلفة ستمنحنا القوة للانتصار في النهاية.
أهدافنا:
منذ أن شرع كيان الاحتلال الإسرائيلي ببناء الجدار في عام 2002، كانت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان هي الهيئة الوطنية الرئيسية التي تقوم بتعبئة وتنظيم الجهود الجماعية ضد جدار الفصل العنصري. كان عمل الحملة مرتكزا بالدرجة الاولى على جهود اللجان الشعبية في القرى التي بني على أرضها الجدار، حيث كان يمكن للناس الالتقاء والتنظيم ووضع الاستراتيجيات والتعبئة الوطنية للناس. بهذه الطريقة، تسمح آلية التنسيق هذه على مستوى القرى بالتنسيق الإقليمي وكذلك التنسيق على مستوى الضفة الغربية.
تحرص الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أيضا على التشبيك وبناء العلاقات على المستويين الوطني والإقليمي والدولي. تم اقرار الأهداف المباشرة التي من أجلها تأسست الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالعواقب القانونية المترتبة على بناء الجدار والذي صدر في التاسع من تموز عام 2004، وفيما يلي بنود القرار:
- توقف الاحتلال الاسرائيلي عن بناء الجدار بشكل فوري
- ازالة كل الأجزاء التي تم بناؤها بالفعل
- اعادة الأراضي التي صودرت من أجل بناء الجدار لأصحابها الفلسطينيين
- التعويض عن الأضرار والخسائر التي لحقت بالفلسطينيين جراء تدمير الأراضي والممتلكات بهدف بناء الجدار
رؤيتنا
تعتبر الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان الجدار جزءا لا يتجزأ من منظومة الاحتلال الاسرائيلي، الابارتهيد (الفصل العنصري) والاستعمار الاستيطاني، ولذلك فإننا نرى النضال ضد الجدار هو جزء من نضال الشعب الفلسطيني للحصول على حقه في تقرير المصير والحرية والعدالة التي لن تتكلل إلا بعودة اللاجئين.
تؤمن الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان بأن تعزيز المقاومة الشعبية هي أولوية وطنية والذي يتمثل بتوحيد نضال الشعب الفلسطيني للمساهمة في الجهود الوطنية من أجل التحرر، على أن يكون هذا النضال الموحد بقيادة أشخاص يمتلكون وعيا سياسيا ومعبئون وطنيا للمساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني. نحن نؤمن أن المقاومة الشّعبية هي عامل يعمل على توحيد الشعب الفلسطيني بغض النظر عن انتماءاتهم السّياسية.
بعد فشل ما يسمى بعملية السلام وصبغ النضال الفلسطيني بطابع بيروقراطي منذ توقيع اتفاقية اوسلو، بدأت تعمل الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان على إعادة إرساء قواعد المقاومة الشعبية لتعزيز مشاركة النساء والفلاحين والعمال والشباب في صنع القرار السياسي والانخراط في العمل الشعبي.
تتعلق كل القرارات التي يتم اتخاذها بأهم القضايا المتعلقة بحقوقنا الوطنية وحقوق الإنسان والتي لا يمكن أن تترك في أيدي نخبة سياسية صغيرة.
كحركة مقاومة شعبية، نهدف من خلال عملنا إلى خلق نموذج من المقاومة التي تساهم بشكل فعال وعلى نطاق أوسع في نضال الحركة الفلسطينية الوطنية . نسعى من خلال عملنا لتحقيق أهدافنا الوطنية، والتي على رأسها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، الحق في تقرير المصير، ومجتمع تسوده التعددية وحكم القانون واحترام حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية. نسعى أيضا الى تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، وفي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 إبان تأسيس الكيان الصّهيوني واللاجئين في الشتات.
نؤمن أيضا بأن علينا أن ندعم بشكل خاص وأساسي الجيل الصاعد من الشباب الفلسطيني من خلال منحهم الدروس من التجارب السابقة والإرشاد والثقة التي يحتاجونها ويستحقونها حتى يستمروا في قيادة نضالنا حتى نصبح أحرارا يوما ما قادرين على العودة الى بيوتنا وأرضنا.
تعمل الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان على المستوى الدولي أيضا وذلك نابع من كون أن القضية الفلسطينية أوجدتها قوى استعمارية، وحتى يومنا هذا مازال العالم متواطئ في استمرارية وديمومة الإحتلال الاسرائيلي والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني من أرضه. نحن مرتبطون بغالبية شعوب العالم في ندائنا وسعينا من أجل الحرية والعدالة. نحن نعتمد على دعمهم ليس فقط لكي نضغط بشكل فعّال على المؤسسات والشركات والحكومات لمحاسبة الكيان الصهيوني [إسرائيل] ووقف الدعم الدولي للاحتلال والاستعمار الاستيطاني ومنظومة الفصل العنصري الاسرائيلية، بل لكي نبني عالما بدون جدران تسوده العدالة والحرية بدلا من الظلم والطغيان.
نؤمن بأهمية وجود تضامن دولي حقيقي ووحدة في نضالات شعوب العالم ضد الاستعمار والعدالة الاجتماعية. إن التضامن الدولي الذي تم تشكيله في ثمانينيات القرن الماضي ضد نظام الفصل العنصري الذي كان قائما في جنوب إفريقيا يعد دليلا على أن دعم العالم للفلسطينيين في نضالهم يمكن أن يحدث تغييرا . إن مثل هذا الدعم يعد إلهاما حقيقيا لنا حيث قمنا ببناء حركة مقاطعة “اسرائيل” (BDS) ضد نظام الفصل العنصري الاسرائيلي.
نحن على قناعة أيضا بأن الأمم المتحدة والتي صادقت على طرد ثلثي أبناء شعبنا واحتلال أرضنا والذي يتمثل في قرار 181 يمكن أن تلعب دورا هاما في محاسبة الكيان الصّهيوني على جرائمه. وعلى وجه التحديد محاسبتها فيما يتعلق بالتبعات القانونية لبناء الجدار والذي أصدرته محكمة العدل الدولية من خلال تفعيل هذا القرار والاجراءات اللازمة المتعلقة به لمحاسبة كيان الإحتلال. ولذك فنحن ندعم النداء الذي دعت إليه حركة مقاطعة اسرائيل في التاسع من شهر تموز عام 2005 في الذكرى السنوية الاولى لقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بعدم شرعية الجدار. كما ندعم أيضا البيان الصادر عن المجتمع المدني الفلسطيني ضد ضم الضفة الغربية ونظام الفصل العنصري الاسرائيلي الصادر في شهر حزيران من عام 2020.
ماذا نفعل
الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان على الأرض
المقاومة الشعبية
تشكلت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان بفضل اللجان الشعبية التي تقاوم الجدار والتوسع الاستيطاني. نعقد بشكل منتظم اجتماعات في المناطق المتضررة من الجدار والاستيطان وندعم جهود اللجان الشعبية. نحن نساهم أيضا في الأنشطة المجتمعية ضد الجدار وننسق الأنشطة المتعلقة بالمقاومة الشعبية والمظاهرات والاحتجاجات على المستوى الوطني.
التشبيك مع المؤسسات الأهلية والتعبئة الوطنية:
تعمل الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان على التأثير على مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني للعمل سويا على إنشاء وتعزيز السياسات المناهضة لجدار الفصل العنصري، وضمان مشاركة جميع المؤسسات الفلسطينية لتحقيق نفس الأهداف ضمن إطار وطني موحد. وكذلك نحن نشجع المؤسسات لدعم احتياجات الناس لمقاومة مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم والاستجابة لهذه الاحتياجات وعدم المشاركة في أي مشاريع من شأنها ترسيخ أو مفاقمة الوضع الذي أوجده بناء جدار الفصل العنصري.
جمع المعلومات ونشر الوعي:
أولت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان منذ تأسيسها اهتماما كبيرا في جمع المعلومات ونشرها. من خلال إصدار أوراق حقائق، ومعارض صور، ونشرات إخبارية وملخصات وكتب، حيث نوثق من خلال ما ننشره ما يعاني منه الشعب الفلسطيني، ويعتبر ذلك أحد أدوات التعبئة الوطنية ونشر الوعي. وتساهم منشوراتنا في إثراء نقاشات حول مقاومة جدار الفصل العنصري والاحتلال الاسرائيلي، وهي متاحة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي والموقع الالكتروني الخاصة بالحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان باللغة العربية والإنجليزية والإسبانية.
إن الحقائق والأرقام وأصوات الناس التي نجمعها ونشارككم بها ليست فقط بمثابة شهادة على الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون ولكنها تعد أيضا تحليل لذلك الواقع وتطوير لرؤية إستراتيجية بناءا على حاجات وطموحات شعبنا المناضل.
كل ما ننشره من أوراق حقائق ومعارض صور عبر الانترنت ونشرات اخبارية وتقارير يعد أدوات للتعبئة والضغط والمناصرة والتي تساهم في اثارة نقاشات تتعلق بمقاومة الجدار ونظام الفصل العنصري الاسرائيلي. كل ما ننشره متوفر على موقعنا وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
التشبيك على المستوى الوطني:
تعمل الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان كمنصة للقوى التقدمية والديمقراطية للتوحد وتطوير العمل المشترك. الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان هي مؤسسة قاعدية تأسست عام 2002 عندما شرع الاحتلال الاسرائيلي ببناء جدار الفصل العنصري. تمثل الحملة الشعبية قوة للتعبئة الوطنية لإحياء ذكرى أحداث وطنية رئيسية مثل ذكرى النكبة ويوم الأرض من خلال توحيد الجهود والانضمام الى قوى وطنية أخرى.
تعد الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان كذلك جزءا لا يتجزأ من عدد من التحالفات الفلسطينية الأخرى، مثل اللجنة الوطنية العليا لمقاطعة اسرائيل، والائتلاف المدني لحماية حقوق الفلسطينيين في القدس واللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة.
في شهر تشرين الأول عام 2019، لعبنا دورا محوريا في تنظيم مؤتمر بعنوان “متحدون في المقاومة الشعبية” والذي قمنا من خلاله بجمع كافة أطياف القوى الفلسطينية المنخرطة في المقاومة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة والأحزاب السياسية والحركات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل وفي غزة من أجل بناء استراتيجية وطنية للمقاومة الشعبية.
دعم الشباب الفلسطيني
منذ عام 2006، بدأت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان العمل على تثقيف الشباب الفلسطيني وتعبئته وتشجيع بناء اليات صنع القرار المستقل والقيادة الشبابية.
أفسحت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان الطريق للشباب للعب دور قيادي من خلال تأسيس منتدى الشباب الفلسطيني ككيان مستقل يمثلهم والذي من خلاله يستطيعون التعبير عن همومهم وتطلعاتهم. ويعد منتدى الشباب الفلسطيني أيضا منصة يوصلون من خلالها صوتهم الى العالم. ولذلك فقد دعمنا المؤتمرين الوطنيين اللذين عقدهما المنتدى في عامي 2016 و 2018 هذا الى جانب دعم انخراطهم في المقاومة الشعبية.
وحاليا تعزز الحملة الشعبية مبادرات وجهود الشباب في مجالات مختلفة من خلال منتدى الشباب الفلسطيني.
دور النساء
كحركة مقاومة شعبية، نؤمن أن النضال الفلسطيني من أجل التحرير لن يكون مؤثرا وفعالا بدون أن تكون النسوية جزءا لا يتجزأ من هذا النضال. ونحن أيضا على قناعة بأن دور النسوية لن يكون فاعلا إذا لم يكن قاعديا، أي أن يكون مرتكزا بالدرجة الاولى على انخراط الأجيال الشابة من النّساء خاصة الفئة المهمشة من النساء بسبب الاحتلال والنظام الأبوي القائم.
ولتحقيق هذا الهدف، تدعم الحملة الشعبية النساء الشابات ليكون لهن دور قيادي في المقاومة الشعبية وأنشطة ومبادرات منتدى الشباب الفلسطيني. كذلك، نحن ندعم مبادرات النساء في المناطق المهمشة مثل دعم تعاونيات زراعية نسائية في قريتي بورين وعصيرة. ترى الحملة الشعبية أن تأسيس ودعم مثل هذه التعاونيات له دور في دعم استقلال النساء الاقتصادي وتمكين النساء على الصعيد السّياسي أيضا.
الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان على المستويين العربي والدولي
محاربة تطبيع الأنظمة العربية لعلاقاتها مع كيان الاحتلال
تعرف الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان تطبيع بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصّهيوني على أنه إضفاء للشرعية على العلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي بصهيونيته وعنصريته وسياسته الاستيطانية وجرائمه التي يرتكبها بحق شعبنا الفلسطيني، وذلك عبر خلق تحالفات سياسية اقتصادية وأمنية بين الدول العربية المطبعة والكيان الصّهيوني واعتباره صديقا لها بدلا من كونه عدوا للشعب الفلسطيني والدول العربية كافة. يتم ذلك حديثا عبر شيطنة ايران كعدو مشترك ما بين كيان الإحتلال وبعض الانظمة العربية الاستبدادية مثل الإمارات والمغرب والبحرين ومصر والسودان والاردن وراعية التطبيع العربي المملكة العربية السعودية.
وعلية فإن التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي دون شرط إنهاء الاحتلال واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه يعني تشريع احتلال الكيان الصّهيوني لفلسطين من قبل الأنظمة العربية المطبعة وتبييض جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية كقضية محورية للشعوب العربية وفصلها عن امتدادها العربي.
ومن أهداف وتداعيات هذا التطبيع الاخرى ضرب أي حركات ثورية عربية من شأنها تغيير الواقع السياسي العربي وتحريره من الأنظمة لاستبدادية وأدوات الاستعمار وتكريس هيمنة الدول الامبريالية الاستعمارية وخصوصا الامريكية على المنطقة العربية واستمرار استنزاف مقدراتها وموارد الاقتصادية لصالح هذه الدول ومن ضمنها الكيان الصّهيوني تحت ذريعة حماية هذه الانظمة، بدلا من تسخيرهذه الموارد لنهضة الشعوب العربية. إن العلاقة مع الكيان الصّهيوني مدفوعة بحسابات الأنظمة وليس الشعوب، فضلًا عن أن الرأي العام العربي هو ضد التطبيع ويدرك أن ما يسمى بالسلام مع الكيان الصّهيوني لم يحقق الرخاء للشعوب في الدول العربية التي وقّعت اتفاقيات معها، وأن هذه الاتفاقيات كانت من أهم العقبات في وجه الإصلاحات في النظام السياسي ونصرة القضية الفلسطينية. إن الشعوب العربية تعتبر القضية الفلسطينية قضية الأمة العربية جميعها، وهو أمرٌ لم تستطع الأنظمة العربية تغييره.
مواجهة التطبيع مع كيان الاحتلال هو بحد ذاته وسيلة من وسائل مقاومة العدو الصهيوني والوقوف في وجه مخططاته الاستيطانية والتهويدية لفلسطين والوطن العربي بأكمله وهو ما تسعى الحملة الشعبية إلى تحقيقه من خلال تقوية الروابط مع الشعوب العربية وقواها الوطنية والمجتمعية المناهضة للتطبيع.
استهداف الرأي العام دوليا:
تسعى الحملة الشعبية دائما الى رفع مستوى الوعي على المستوى الدولي فيما يتعلق بالآثار المترتبة على الجدار والمستوطنات، وعدم شرعيتها ودورها في المشروع الصهيوني القائم على التطهير العرقي للشعب الفلسطيني. نؤكد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بعدم تقديم أي دعم من شأنه تعزيز الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي من خلال ما يلي:
حملة عالم بدون جدران
بعد أشهر قليلة فقط من تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، أطلقت حركات فلسطينية وحركات للسكان الأصليين في المكسيك نداءا يدعو الى تكثيف الجهود لبناء عالم بدون جدران. وبسرعة قياسية، أيدت مئات الحركات والشبكات والمجموعات والمؤسسات الحقوقية من جميع أنحاء العالم هذا النداء.
فيما يلي ماجاء في النداء:
بدءا بجدار الفصل العنصري الاسرائيلي المبني على أرض فلسطين وانتهاءا بجدار العار الذي تبنيه الولايات المتحدة الأمريكية على أراضي السكان الأصليين على الحدود مع المكسيك، هنالك حوالي سبعين جدار حول العالم تدمر حياة الكثير من الناس وتمزق أراضيهم لغرض تحصين حدود أقاليم معينة والذي يكون عادة أحادي الجانب أو ترسيم الحدود التي تتحكم بها الدول. تسبب هذه الجدران خسارة الالاف من الأرواح كل سنة، كما وتتسبب هذه الجدران بتدمير سبل العيش وأحلام الكثير من الناس. الجدران هي رمز للطرد والاقصاء والاضطهاد والعنصرية والاستغلال.
إن مشاهدة الأعداد المتزايدة من الجدران والذي يترافق معه تصاعد وتيرة السياسات العنصرية والاستبدادية يجعلنا نشعر أن العالم بأسره يمر بعملية من “الأسرلة،” كون اسرائيل رائدة في بناء الجدارن.
حملة عالم بدون جدران والتي يدعمها أكثر من 400 حركة حول العالم، هي مساحة يتم من خلالها رفع مستوى الوعي فيما يتعلق بالاثار الكارثية المترتبة على بناء الجدران وتحكمها في حياة الكثير من الشعوب. كما نعمل من خلال حملة عالم بدون جدران على تطوير تحليل معمق للجدران لفهم العلاقة بين القائمين على بنائها وبين أولئك الذي يعانون بسببها من أجل بناء تضامن ونضال مشترك بين الشعوب والحركات التي تقاوم الجدران ضد من يقومون ببنائها وجني الأرباح منها.
اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها
منذ الاستجابة للنداء الفلسطيني الموحد لمقاطعة إسرائيل، والذي أصدرته أكثر من 170 مؤسسة فلسطينية في التاسع من تموز عام 2005، أي بعد عام واحد من القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن العواقب القانونية المترتبة على بناء الجدار، كنا وما زلنا لاعبين رئيسيين في حركة المقاطعة. حاليا، نحن جزء من الأمانة العامة لحركة مقاطعة اسرائيل. تساهم الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان فيما تقوم به حركة مقاطعة اسرائيل على المستويين الوطني والدولي، ونركز جهودنا بشكل خاص على ما يلي:
حظر الدعم العسكري لإسرائيل
إن الحاجة الملحة لإنهاء العلاقات العسكرية مع إسرائيل وتمويل قطاعها العسكري والأمني الداخلي هي أمر واضح لكل النشطاء الذين يناضلون على الأرض ضد الجدار والمستوطنات ويواجهون القمع العسكري الإسرائيلي. تخليداً لذكرى شهداء المقاومة الشعبية، نطلب من العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص التحرك بشكل عاجل لتلبية نداء الشعب الفلسطيني الذي أطلقته اللجنة الوطنية لمقاطعة اسرائيل في التاسع من تموز عام 2011 الداعي الى فرض حظر عسكري إلزامي شامل على الكيان الصّهيوني.
أوقفوا ألبيت (كبرى الشّركات الاسرائيلية لتصنيع الأسلحة)
تدعو الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان الى سحب الاستثمارات من شركة الأسلحة الاسرائيلية المعروفة باسم (ألبيت) ومقاطعتها بشكل كامل وذلك بسبب الدّور الرئيسي الذي لعبته في بناء الجدار وتوفيرها لطيارات بدون طيار للجيش الاسرائيلي لتستخدم في “الاغتيالات المحددة” وفي الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006 والهجمات العدوانية المتكررة على غزة. حتى الان، سحبت أكثر من 13 مؤسسة مالية (مصارف) استثماراتها من شركة ألبيت بفضل الجهود والضغوطات المبذولة ضد الشّركة حول العالم .
أوقفوا ميكوروت
ميكوروت هي شركة المياه الاسرائيلية الوطنية. هذه الشركة متورطة في تطبيق ما يسمى ب أبارتهيد المياه (مصادرة مياه الفلسطينيين وحرمانهم منها لصالح المستوطنين)، بما في ذلك الجريمة الدولية المتمثلة في نهب موارد الشعب الفلسطيني، والتمييز ضد الشعب الفلسطيني كمجموعة عرقية ودعمها لمشاريع الاستيطان غير الشرعية بشكل كبير. نسعى إلى تكثيف الضغوطات على الشركات التي لها استثمارات في ميكوروت لسحب تلك الاستثمارات ومساءلة الشركة على ممارساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني.
بناء شبكة علاقات مع الجزء الجنوبي من العالم:
تؤمن الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أن التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكون ناجحا ومتكاملا الا من خلال بناء شبكة علاقات مع الجزء الجنوبي من العالم. نحن نؤمن بأهمية النضالات المشتركة ضد الاستعمار والعنصرية والاستغلال. علاوة على ذلك، يعد بناء علاقات ترتكز على التضامن مع دول الجنوب أمرا ضروريا لنجاح حركة المقاطعة وفرض العقوبات على الكيان الصّهيوني وذلك بسبب الاستثمارات الإسرائيلية في دول الجنوب والتي تدعم مشاريعها الاستيطانية ومنظومة الفصل العنصري.
توفير حماية عاجلة للمناطق المستهدفة والمدافعين عن حقوق الانسان
كجزء أساسي من التشبيك على المستوى الدولي، نسعى الى توفير الحماية والدعم للتجمعات المتضررة من الة القمع الاسرائيلية.
صعّد كيان الاحتلال الاسرائيلي من سياسة هدم البيوت وتدمير تجمعات بأكملها، كما تصاعدت وتيرة الهجمات على المزارعين/المزارعات الفلسطينيين/يات وعلى المدافعين/ات عن حقوق الانسان من خلال السجن وأشكال أخرى من الترهيب والقمع.
وللتصدي لمثل تلك الممارسات القمعية والوحشية تطلق الحملة الشعبية عادة حملات كرد فوري على الهجمات أو التهديد الذي يتعرض له الفلسطينيون من خلال التنديد بجرائم الاحتلال والضغط على صناع القرار والمجتمع المدني على مستوى العالم من أجل ايقاف تلك الممارسات سواء من خلال استهداف حكومات الدول أو الأمم المتحدة.
الأسئلة الأكثر شيوعا
ماهي أشكال المقاومة التي تدعمها الحملة الشّعبية لمقاومة الجدار والإستيطان؟
تدعم الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان المقاومة الشعبية، وهي المقاومة المبنية على الإجراءات الشعبية للدفاع عن حقوق الإنسان. وتأخذ المقاومة الشعبية أشكالاً عدة تتمثل في عقد ندوات التوعية والمهرجانات والأنشطة الإعلامية والاحتجاجات وغيرها. وتهدف هذه الأنشطة إلى التصدي لسياسات الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري كما تشمل دعماً كبيراً لحركة المقاطعة ومناهضة التطبيع مع كيان الاحتلال داخل فلسطين. كما وتشجع الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان المبادرات القائمة على دعم التجمعات والمزارعين الفلسطينيين للبقاء على أراضيهم المهددة، خاصة في ظل الظروف القاسية من العزل المفروض عليهم بسبب جدار الفصل العنصري والبنية التحتية المرتبطة به.
هل تؤيد الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان حل الدولة الواحدة أم حل الدولتين؟
في الواقع، لا تؤيد الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان حل الدولة الواحدة على حساب الأخرى، بل نؤمن أن كفاحنا يجب أن ينصبّ في نيل حقوقنا الإنسانية والوطنية. وفي إطار إجماعنا على ضرورة نيل حقوقنا، يمتلك أعضاء الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان ومتطوعوها والداعمون لها آراءً متباينة حول أفضل الحلول لإقامة الدولة.
لكن من الواضح أنه لا مجال لحل الدولتين طالما يستمر جدار الفصل في تمزيق الضفة الغربية وفي خلق واقع من البانتستونات والغيتو بحكم الأمر الواقع، أي أنه يجب إسقاط الجدار لإقامة سلام دائم وعادل.
علاوة على ذلك، ترى الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أن النضال ضد الجدار هو جزء لا يتجزأ من النضال من أجل تحرير الشعب الفلسطيني. لذلك، فإن النضال لإسقاط جدار الفصل العنصري هو جزء من نضال أوسع لنيل الفلسطينيين حقوقهم كما عرّفها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، خاصة:
- – قرار إنهاء احتلال واستعمار الأراضي الفلسطينية التي احتُلت عام 1967 بالإضافة إلى تفكيك جدار الفصل العنصري،
- – تطبيق القرار الذي يقضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وأراضيهم التي هُجِروا منها،
- – إنهاء التمييز والفصل العنصري ضد المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل الفلسطيني المحتل [الأراضي الفلسطينية التي أقيمت عليها “إسرائيل” عام 1948].
هل تدعم الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أي من الأحزاب السياسية الفلسطينية؟
لا تدعم الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أي حزب سياسي على وجه الخصوص، بل تدعم توحيد القوى السياسية الفلسطينية لتعزيز المقاومة الشعبية والحفاظ على الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
أما انتماءات اللجان الشعبية للحملة، فيكون على أساس فردي، مع العلم أن الناشطين في تلك اللجان ينتمون إلى خلفيات سياسية وأيديولوجية واجتماعية مختلفة.
الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان هي منبر تقدمي ووطني وعلماني، أُسست على يد مؤسسات وأفراد ذي انتماءات حزبية مختلفة أو حتى بدون أي انتماءات حزبية، حيث يوحد هؤلاء نشاطاتهم ضد الجدار والمستوطنات وفي سبيل المقاومة الشعبية المستمرة ضد الفصل العنصري الاسرائيلي.
هل هناك علاقات للحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان مع مؤسسات اسرائيلية داعمة للنضال الفلسطيني؟
هناك علاقات للحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان مع مؤسسات اسرائيلية تدعم حقوق الفلسطينيين، حيث تقرر اللجان الشعبية بناءً على كل حالة على حدة كيفية بناء علاقاتهم مع النشطاء والمؤسسات الإسرائيلية والدولية الداعمة لجهودهم.
وتؤكد الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أن التعاون بين الفلسطينيين والمؤسسات الإسرائيلية يجب أن يكون قائماً على أساس المبادئ الوطنية الفلسطينية لمناهضة التطبيع والتي جاءت نتيجة لمشاورات واسعة وإجماع اللجنة الوطنية الفلسطينية لحركة مقاطعة إسرائيل.
هل تدعم الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أحزاب وحكومات معينة حول العالم؟
لا تدعم الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أي حكومة أو حزب سياسي على نحو خاص، بل تسعى إلى العمل جنباً إلى جنب مع أي حكومة أو مؤسسة أو حزب على استعداد للعمل على تحرير الشعب الفلسطيني وتحميل كيان الاحتلال المسؤولية عن جرائمه، شريطة أن يتم ذلك في إطار الاحترام العالمي لحقوق الإنسان وقيم العدالة والمساواة.
كما وتعبّر الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان عن امتنانها للخطوات المتخذة في سبيل ذلك وكذلك لاستعداد بعض الحكومات للتصدي لأشكال التواطؤ المختلفة مع نظام الفصل العنصري الاسرائيلي ولاتخاذ المزيد من الاجراءات لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
كيف يمكننا دعم نضال الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان؟
يتمثل الدعم الفعلي للمقاومة الشعبية الفسطسينية في العمل المشترك نحو رفع الوعي وإنهاء التواطؤ الدولي مع كيان الاحتلال.
لذلك ندعوكم إلى:
– استخدام مصادرنا لرفع مستوى الوعي حول الجدار وسياسات الاحتلال ونظام الفصل العنصري الاسرائيلي.
– الانضمام إلى حركة مقاطعة إسرائيل لإنهاء التواطؤ الدولي مع السياسات الاسرائيلية.
وفي نهاية المطاف، فإن وقف الدعم المالي والسياسي والعسكري والثقافي الدولي لنظام الفصل العنصري الاسرائيلي هو فقط ما سيؤدي إلى تقديم الدعم اللازم لنضال الشعب الفلسطيني وسيسمح بإحداث تغيير فعال ودائم وبتحقيق العدالة والحرية لفلسطين.
يمكنكم دعم التشبيك على المستوى الدولي للحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان من خلال التطوع، سواء عبر الإنترنت او من خلال مكاتبنا في إعداد المصادر والترجمة والبحث.
للمزيد من الاستفسارات، الرجاء التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: manal@stopthewall.org
هل تقبل الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أيّ تبرعات؟
تقبل الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان التبرعات، سواء كانت فردية أم من خلال مؤسسات. يمكنكم التبرع عبر الإنترنت من خلال: