في يوم الأسير الفلسطيني والذي يصادف ال 17 من نيسان لهذا العام، دخل الاسرى الفلسطينيون في اضراب عن الطعام، وذلك رفضاً للاعتقال الاداري، التفتيش العاري، وقف التعليم، منع الأهالي من الزيارات، انهاء العزل الانفرادي وغيرها من الانتهاكات التي تمارسها حكومة الاحتلال ضدهم، ضاربة بعرض الحائط كل الاتفاقيات والقوانين الدولية، يدخل أكثر من 2500 أسير اليوم 21 في اضرابهم عن الطعام، و8 آخرين كانوا قد بدأوا بالاضراب منذ أكثر من 3 أشهر هم : بلال ذياب وثائر حلاحلة دخلوا يومهم ال 70 ، وقد رفضت محكمة الاحتلال العليا اليوم طلب استئنافهما، حسن الصفدي يومه ال 64، عمر أبو شلال يومه 62، محمد التاج يومه 51، جعفر عز الدين يومه 47 وعبدالله البرغوثي يومه ال 26، طالبين العدالة والحرية وفقط الحرية.
شكلت الحركة الاسيرة في اضرابها نموذج الوحدة الوطنية في وجه الاحتلال الاسرائيلي، حيث دخلت الاضراب كافة الفصائل الفلسطينية وبالتدريج، ممثلين بقيادة موحدة للاضراب تمثلهم.
ووسط صمت دولي رسمي تجاه ما ترتكبه دولة الاحتلال من جرائم وانتهاكات بحق الأسرى، وصمت المنظمات الدولية لحقوق الانسان، انتصر المجتمع الفلسطيني على امتداد وطنه المحتل، لقضية أبنائه، فجابت المظاهرات مراكز المدن، ونقاط التماس مع الاحتلال، وأصبح الاعتصام أمام سجون الاحتلال شبه يومي، يحييه شبان فلسطين، والحركة الطلابية في الجامعات، وتحولت عنواين المقاومة الشعبية في المظاهرات الاسبوعية الى عنوان وحيد هو نصرة الأسرى في معركتهم "النصر أو الموت"، كما امتدت الاعتصامات وبشكل اسبوعي أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في كافة محافظات الوطن داعينها لكسر الصمت تجاه ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
كافة القطاعات الفلسطينية من أحزاب ومؤسسات وحركات طلابية ومجموعات شبابية تشارك بشكل يومي في الفعاليات وخيم الاعتصام التي نصبت في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
وكما هو متعارف عليه، يقوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بقمع المظاهرات المناصرة لاضراب الاسرى، فتستخدم كل الوسائل لتفريقها مستخدمة قنابل الغاز السام والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما تعتقل البعض وتعتدي على آخرين، هذا المسلسل أصبح شبه يومي خاصة وان حركة نصرة الاسرى لم تقتصر على مراكز المدن فقط كما كان يراد لها، بل انتقلت لأماكن التماس وسجون الاحتلال ومقرات المنظمات الدولية المتواطئة مع الاحتلال بصمتها تجاه ما يرتكبه بحق الأسرى، هذا ولم يكتف الاحتلال بقمع حركة نصرة الاسرى في الشارع الفلسطيني، بل يسعى لافشال الاضراب بكافة السبل من خلال الضغط على الاسرى واقتحام الاقسام والاعتداء عليهم أحياناً والضغط على ذوي الأسرى للتأثير على أبنائهم لفك الاضراب، وحملات التفتيش التي تزيد وضع الأسرى سوءاً، ومنع المحامين أحيانا كثيرة من زيارتهم.
حالة الاسرى المضربين خطيرة جداً وبالاخص المضربين منهم منذ أكثر من ثلاثة شهور أمثال بلال ذياب وثائر حلاحلة ومتوقع استشهادهم في أية لحظة، وهم مصرون رغم خطورة أوضاعهم على اكمال الاضراب حتى النصر أو الشهادة، والعالم صامت كما عهده الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 63 عاماً.