تصدى أهالي قرية "سرطة" جنوب غربي مدينة نابلس لمجموعات من مستوطني مستوطنة "بروخين" الذين بدأوا بأعمال تجريف وتوسيع لشارع ترابي يعود لأهالي القرية، عندما أدركوا في ساعة متأخرة من الليل أن أصوات الجرافات الاحتلالية ما هي الا عمليات تجريف وتوسيع لذلك الشارع الذي يستخدمه الأهالي في الوصول الى أراضيهم وبالأخص في موسم الزيتون.
بدأت عمليات التجريف الثلاثاء الماضي 2492013 في المنطقة الجنوبية للقرية في الشارع الترابي القريب من مستوطنة "بروخين" ما دفع الأهالي الى التوجه للمنطقة لمنع عمليات التجريف، ما أدى الى انسحاب المستوطنين وتوقف الجرافات عن العمل، فقام شبان القرية وفي اليوم التالي بتشكيل لجان حراسة تراقب الأراضي لمنع استمرار عمليات التجريف، الا أنه وفي اليوم التالي لاحظ الأهالي بدء المستوطنين برصف الشارع بمادة "البسكورس" تمهيدا لوضع الاسفلت، فتوجه الأهالي مرة أخرى للمنطقة محاولين حماية أراضيهم من المصادرة الحتمية.
منع الاهالي مرة أخرى المستوطنين من الاستمرار في العمل، الا انه وفي منتصف ليل الخميس الموافق 2692013 عاد المستوطنون لعمليات التجريف وتوسيع الشارع، فتجمهر الاهالي، وفي المقابل تجمع المستوطنون من مختلف المستوطنات وهذه المرة مدججين بالسلاح، وبدعم من جيش الاحتلال الذي حاول بدوره اقناع الناس بالابتعاد من المكان، الا ان الاهالي أصروا على البقاء هناك مؤكدين بأنهم لن يتركوا الاراضي حتى يغادر المستوطنين المكان ويوقفوا العمل.
ويكمن الهدف وراء عمليات التجريف وتوسيع الشارع القريب من مستوطنة "بروخين" الى ربط المستوطنة بشارع "عابر السامرة" والذي يصل بين "تل أبيب" والأغوار، والذي سيؤدي العمل على ربطه بشارع "عابر السامرة" الى مصادرة حوالي 1000 دونم من أراضي القرية المزروعة بالزيتون الذي يشكل مصدر رزق الأهالي الاساسي. ومن ناحية أخرى يذكر أن حكومة الاحتلال قبل شهرين كانت قد أعلنت عن توسيع مستوطنة "بروخين" ببناء 500 وحدة استيطانية جديدة فيها.
قرية "سرطة" التي يبلغ عدد سكانها 3200 نسمة، تقع الى الجنوب الغربي من مدينة نابلس، تقدر مساحتها ب 10000 دونم، كلها تقع ضمن المناطق "ج" باستثناء 900 دونم تقع ضمن المناطق "ب" حسب اتفاقية أوسلو، أي ان 9100 دونم تقع تحت ادارة الاحتلال عسكرياً وادارياً. الى الشرق من القرية تقع مستوطنة "باركان الصناعية" التي تبعد عن القرية 200 متر عن القرية فقط، ومن المنطقة الجنوبية تقع مستوطنة "بروخين" التي تبعد 2 كم عن القرية.